هل تعرفون ماذا أعنى مراقبة السماء لحظة بلحظة؟
أولاً: يعنى هناك مراكز مراقبة لحماية كوكب الأرض منتشرة على كوكب الأرض بعضها تكون في نصف الكرة الذي به ليل فتكون هذه المراكز نشطة تعمل على مراقبة السماء، وتكون المراكز الموجودة في نصف الكرة الأرضية الذي به نهار لا تعمل. وعندما يتبدل الليل والنهار تستريح المراكز التي كانت تعمل ونشطة في الليل لأنه أصبح عندها نهار ، ومراكز المراقبة التي كانت مستريحة لأن عندها نهار تنشط وتعمل على المراقبة لأن أصبح هناك ليل.
ثانياً: هناك مراصد فضائية تراقب السماء في أطوال موجية ضوئية غير مرئية.
ثالثاً: كل هذه المراكز سواء الأرضية أو الفضائية ، يمكنها حساب متى سيقترب الجسم السماوى وهل سيصتطدم بالأرض أم لا؟ وهل هناك خطورة أم لا نتيجة جاذبيته؟ وتعطي إنذار مبكر باقتراب جسم سماوي.
ستقولون وما دخلنا بمراكز المراقبه هذه، أقول لك أن هذه المراكز مسجل لديها جداول محدثة أولاً بأول عن جميع المذنبات والكويكبات شديدة الخطورة وغير الخطيرة، والتي تعلم بها وكالة ناسا وتعرف متى تتحرك لحماية كوكب الأرض منها، سواء بتفجير الجسم السماوي قبل وصوله أو بتغيير مساره حتى يذهب بعيداً عن الأرض.
والمقصود بكلمة شديدة الخطورة هو أن المذنب أو الكويكب سيقترب من الأرض ويصبح على مسافة من الأرض أقل من المسافة بين القمر والأرض.
وليس من الضرورة أن كل جسم سماوي يوصف بأنه شديد الخطورة سوف يصطدم بالأرض أو يسبب كوارث، وذلك لأن طبيعة الأجسام السماوية الحركة في مدارات، ويمكن أن تكون قريبة من بعضها جنباً إلى جنب ولكن كل جرم سماوي يسير في مدارة.
ونظراً لأن مذنب إلينين صغير وكذلك لن يقترب من الأرض أقل من مسافة تعادل حوالي 90 مرة المسافة بين الأرض والقمر، يعني اتضح أنه مذنب لا يستحق لقب شديد الخطورة ولا حتى لقب مذنب خطير.. ولا حتى لقب مذنب عادي، بل في رأي يستحق لقب مذنب أقل من العادي.
ربما كثير منكم سيقول أن المذنب سيكون يوم 26 سبتمبر 2011 واقع بين الأرض والشمس على خط مستقيم كما بالشكل (1)، وبالتالي فإن قوة الجاذبية تكون عالية جداً مما يتسبب في حدوث زلزال عنيف ينتج عنه كوارث وكم هائل من الدمار على الأرض.
شكل ( 1 ) صورة تبين محاكاة للمجموعة الشمسية وبها يتضح مذنب إلينين واقع على خظ مستقيم بين الأرض والشمس وذلك يوم الإثنين الموافق 26 سبتمبر 2011. هذه الصورة مأخوذة عن برنامج محاكاه تعليمي في صفحة من صفحات موقع ناسا.
ورداً على هذا الرأي ، أقول وببساطة ..لماذا لم يؤثر القمر الذي تكون كتلته أكبر كثيراً من المذنب في إنتاج كوارث زلزالية عندما يكون في حالتي الكسوف والخسوف، عندما يكون القمر والأرض والشمس على خط مستقيم.
في النهاية ما الذي يمكن أن نستنتجه من هذه الضجة الإعلامية؟
أقول لكم ببساطة أن هذه الضجة الإعلامية زادت للأسباب التالية:
1- المذنب صغير وليس له تأثير على الأرض ، وهذا ماجعل العلماء يتعاملون معه كأي مذنب عادي غير مثير للاهتمام ولذلك لم يتكلم العلماء كثيراً عنة في وسائل الإعلام.
2-شباب الفيس بوك و اليوتيوب ساعدوا كثيراً على انتشار الشائعات الكثيرة حول هذا المذنب إما بقصد أو بدون قصد، وتطورت على أيديهم الإشاعة من زلزال عنيف وكوارث إلى أن يوم 26سبتمبر 2011 سيكون نهاية العالم..
3- السبب رقم 1 و 2 أدى إلى زيادة رغبة وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في زيادة المبيعات أو زيادة عدد المشاهدات بسبب هذه الخبطة الإعلامية المثيرة فزادت من الحديث حول هذا الموضوع.
وحيث أن الهدف الأساسي للمدونة تبسيط المعلومات الفلكية وإيضاحها في شكل علمي بسيط بعيداً عن الإشاعات، لذلك قررت أن أكتب هذه المقالة الصغيرة لأوضح أنه لا داعي للقلق، لأن هناك مراكز مراقبة متخصصة وظيفتها الأساسية حماية كوكب الأرض وهي تسمى باللغة الإنجليزية Spaceguard centers ، وذلك بالتعاون مع وكالة ناسا التي يمكنها القيام بالمهام الصعبة في الفضاء لحماية كوكب الأرض، وذلك بمفردها أو بالتعاون مع الدول المتقدمة الأخرى.
وزيادة في إيضاح الرسالة حول هذا المذنب ، سأطرح هنا آراء علماء وكالة ناسا في الأيام القادمة.
وحتى نلتقي أترككم في رعاية الله وأمنه.
________________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق